فصل: السنة الأولى من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الأولى من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر

وهي سنة تسع وثمانين وخمسمائة على أن والده السلطان صلاح الدين يوسف حكم منها المحرم وصفرًا‏.‏

فيها كانت وفاة السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حسب ما تقدم ذكره في ترجمته‏.‏

وفيها توفي الأمير بكتمر بن عبد الله مملوك شاه أرمن‏.‏

وعز الدين صاحب الموصل كما سيأتي‏.‏

وفيها بنى الخليفة الناصر لدين الله العباسي دار الكتب بالمدرسة النظامية ببغداد ونقل إليها عشرة آلاف مجلد فيها الخطوط المنسوبة وغيرها‏.‏

وفيها توفي أسعد بن نصر بن أسعد النحوي كان إمامًا فاضلًا أديبًا شاعرًا‏.‏

ومن شعره قوله‏:‏ ليس يحظى إلا بذكر جميلٍ أو بعلم من بعده مأثور وفيها توفي الأمير بكتمر بن عبد الله مملوك شاه أرمن بن سكمان صاحب خلاط مات شاه أرمن ولم يخلف ولدًا فاتفق خواصه على بكتمر فولي وضبط الأمور وأحسن للرعية وصاحب العلماء وكان حسن السيرة متصدقًا دينًا صالحًا جاءه أربعة على زي الصوفية فتقدم إليه واحد منهم فمنعه الجاندارية‏.‏

فقال‏:‏ دعوه فتقدم وبيده قصة فأخذها منه فضربه بسكين في جوفه فمات في ساعته‏.‏

فأخذوا الأربعة وقرروا فقالوا‏:‏ نحن إسماعيلية فقتلوا وأحرقوا وذلك في جمادى الأولى‏.‏

وفيها توفي السلطان مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر عز الدين صاحب الموصل وابن أخي السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد‏.‏

كان خفيف العارضين أسمر مليح اللون عادلًا عاقلًا محسنًا إلى الرعية شجاعًا صبر على حصار السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب له بالموصل ثلاث مرات وحفظ البلد وفرق الأموال العظيمة‏.‏

وكان دينًا صالحًا خرج من الموصل لقتال الملك العادل أبى بكر ابن أيوب وكان العادل على حران بعد موت صلاح الدين‏.‏

فعاد مريضًا ومات في شهر رمضان وكانت أيامه ثلاث عشرة سنة وستة أشهر‏.‏

وأوصى بالملك من بعده لولده الأكبر نور الدين أرسلان شاه وكان أخوه شرف الدين مودود يروم السلطنة الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الشيخ سنان بن سليمان البصري زعيم الإسماعيلية‏.‏

وأبو منصور عبد الله بن محمد ابن علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب‏.‏

والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضري بالإسكندرية‏.‏

وصاحب الموصل عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي‏.‏

والمكرم بن هبة الله بن المكرم الصوفي‏.‏

والسلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في صفر بقلعة دمشق وله سبع وخمسون سنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وثلاث أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وثماني أصابع‏.‏

السنة الثانية من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة تسعين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي أحمد بن إسماعيل بن يوسف الشيخ الإمام أبو الخير القزويني الشافعي‏.‏

كان إمامًا عالمًا بالتفسير والفقه وكان متعبدًا يختم القرآن في كل يوم وليلة‏.‏

ومولده بقزوين في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وقدم بغداد ووعظ ومال إلى الأشعري فوقعت الفتن‏.‏

وجلس يوم عاشوراء في النظامية فقيل له‏:‏ العن يزيد بن معاوية فقال‏:‏ ذاك إمام مجتهد فجاءه الرجم حتى كاد يقتل وسقط عن المنبر فأدخل إلى بيت في النظامية وأخذت فتاوى الفقهاء بتعزيره فقال بعضهم يضرب عشرين سوطًا‏:‏ قيل له‏:‏ من أين لك هذا‏.‏

فقال‏:‏ عن عمر بن عبد العزيز سمع قائلًا يقول‏:‏ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية فضربه عشرين سوطًا‏.‏

ثم خلص القزويني بعد ذلك وأخرج من بغداد إلى قزوين‏.‏

وفيها توفي السلطان طغرلبك شاه بن أرسلان شاه بن طغرل شاه بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق السلجوقي آخر ملوك السلجوقية بالعراق سوى صاحب الروم‏.‏

وكان مبدأ أمره - عند وفاة والده - سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وكان صغير السن فكفله البهلوان إلى أن مات في سنة اثنتين وثمانين فكفله بعده أخوه البهلوان لأبيه حتى أنف من الحجر وخرج عن يده وانضاف إليه جماعة من الأمراء وكسر عسكر الخليفة وأسر ابن يونس وهابته الملوك‏.‏

وكان طغرلبك هذا سفاكًا للدماء قتل وزيره رضي الدين الغزنوي وفخر الدين العلوي رئيس همذان‏.‏

ثم وقع له أمور ومحن وأخذ وحبس‏.‏

وقد تقدم أن طغرلبك هذا آخر ملوك السلجوقية وعدتهم نيف وعشرون ملكًا ومدة ملكهم مائة وستون سنة‏.‏

وأول من ملك منهم طغرلبك في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ثم ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق وهو ابن أخي طغرلبك ثم بعده ولده ملكشاه ثم ولده محمود ثم أخوه بركياروق ثم أخوه محمد شاه ثم ولده محمود ثم واحد بعد واحد‏.‏

حسب ما ذكرناهم في هذا الكتاب كل واحد في محله‏.‏

وطغريلبك ‏"‏ بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وكسر الراء المهملة وبعدها ياء ولام ساكنتان ‏"‏‏.‏

وهو اسم باللغة التركية لطائر معروف عندهم‏.‏

وبك‏:‏ هو الأمير واضح لا يحتاج إلى تفسير‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ فيها توفي العلامة رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني الشافعي الواعظ في المحرم وله ثمان وثمانون سنة‏.‏

وطغرلبك شاه السلطان ابن أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه السلجوقي قتله في المصاف خوارزم شاه تكش‏.‏

وأبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري‏.‏

والإمام أبو محمد القاسم بن فيره الرعيني الشاطبي المقرئ في جمادى الآخرة وله اثنتان وخمسون سنة‏.‏

والحافظ محمد بن إبراهيم بن خلف المالقي أبو عبد الله بن الفخار بمراكش‏.‏

والفخر محمد بن علي بن شعيب بن الدهان الأديب المؤرخ فجأة بالجلة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وخمس أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون السنة الثالثة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة‏.‏

فيها أقطع الملك العزيز فارس الدين ميمون القصري نابلس في سبعمائة فارس من مقاتلة الفرنج‏.‏

وفيها كانت وقعة الزلاقة بين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وبين ألفنش الفرنجي ملك طليطلة وكان قد استولى على جزيرة الأندلس وقهر ولاتها ويعقوب المذكور مشغول بقتال الخارجين عليه وبينه وبين الأندلس زقاق سبتة وعرضه ثلاث فراسخ فجمع يعقوب العساكر وعرض جنده وكانوا مائتي ألف مقاتل‏:‏ مائة ألف يأكلون الأرزاق ومائة ألف مطوعة وعبر الزقاق إلى مكان يقال له الزلاقة والتقوا فجرى بينهم قتال لم يجر في جاهلية ولا إسلام حتى أنزل الله نصره على المسلمين‏.‏

فولى ألفنش هاربًا في نفر يسير إلى طليطلة وغنم المسلمون ما كان في عسكره‏.‏

وكان عدة من قتل من الفرنج مائة ألف وستة وأربعين ألفًا وعدة الأسارى ثلاثين ألفًا ومن الخيام‏:‏ مائة ألف خيمة وخمسين ألفًا ومن الخيل ثمانين ألفًا ومن البغال والأموال والجواهر والثياب ما لا يحد ولا يحصى‏.‏

ويبع الأسير من الفرنج بدرهم والسيف بنصف درهم والحصان بخمسة دراهم والحمار بدرهم‏.‏

وقسم الملك يعقوب هذه الغنائم بين المسلمين على مقتضى الشريعة فاستغنوا إلى الأبد‏.‏

ووصل ألفنش إلى طليطلة على أقبح وجه فحلق رأسه ولحيته ونكس صليبه وآلى أنه لا ينام على فراش ولا يقرب النساء ولا يركب فرسا حتى يأخذ بالثأر‏.‏

وفيها اعتنى الخليفة الناصر لدين الله العباسي بحمام البطاقة اعتناء زائدًا حتى صار يكتب بأنساب الطير المحاضر أنه من ولد الطير الفلاني وقيل‏:‏ إنه باع طيرًا بألف دينار‏.‏

وفيها حج بالناس من بغداد سنجر الناصري ومن الشام سرا سنقر وأيبك فطيس الصلاحيان ومن مصر الشريف إسماعيل بن ثعلب الجعفري الطالبي‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏.‏

وفيها توفي أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفاف‏.‏

والفقيه أبو محمد عبد الله الزاهد ابن محمد بن علي الأندلسي في المحرم عن بضع وثمانين سنة‏.‏

وأبو الحسن نجبة بن يحيى ابن خلف بن نجبة الإشبيلي المقرئ النحوي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وإصبعان‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏

السنة الرابعة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة‏.‏

فيها بعد خروج الحاج من مكة هبت ريح سوداء عمت الدنيا ووقع على الناس رمل أحمر ووقع من الركن اليماني قطعة وتحرك البيت الحرام مرارًا‏.‏

وهذا شيء لم يعهد منذ بناه عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -‏.‏

وفيها أيضًا كانت الوقعة الثانية بين السلطان يعقوب وبين ألفنش ملك الفرنج بعد أن حشد ألفنش جمعًا كبيرًا والتقوا فكان بينهم قتلة عظيمة ونصر الله المسلمين‏.‏

وهزمه يعقوب وتبعه وحصره على الزلاقة وبطليطلة ونصب عليها المجانيق وضيق عليها ولم يبق إلا أخذها‏.‏

فخرجت إليه والدة ألفنش وبناته ونساؤه وبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد عليهن فرق لهن ومن عليهن بها ولو فتح طليطلة لفتح إلى مدينة النحاس‏.‏

ثم عاد يعقوب إلى قرطبة فأقام بها شهرًا يقسم الغنائم وجاءته رسل ألفنش أيضًا تسأل الصلح فصالحه على مدة معينة‏.‏

وفيها توفي محمد بن علي بن أحمد الوزير أبو الفضل مؤيد الدين بن القضاب‏.‏

أصله من شيراز وقدم بغداد واستخدم في الديوان ثم ترقى إلى أن ولي الوزارة وقرأ الأدب والنحو‏.‏

وكان داهية رديء الاعتقاد إلا أنه كان له خبرة بالأمور والحروب وفتح البلاد وكان الخليفة الناصر لدين الله يثني عليه ويقول‏:‏ لو قبلوا من رأيه ما جرى ما جرى ولقد أتعب الوزراء من بعده‏.‏

وفيها توفي محمد بن علي بن شعيب الشيخ أبو شجاع الفرضي الحاسب البغدادي المعروف بابن الذهان‏.‏

كان فاضلًا عالمًا وصنف تاريخًا من عشر وخمسمائة إلى اثنتين وتسعين وخمسمائة‏.‏

وفيها توفي محمد بن علي بن فارس الشيخ أبو الغنائم ‏"‏ المعروف ب ‏"‏ ابن المعلم الهرثي الشاعر المشهور‏.‏

وهرث‏:‏ قرية تحت واسط‏.‏

كان رقيق الشعر لطيف المعاني وله ديوان شعر‏.‏

ومن شعره القصيدة التي أولها‏:‏ لو قضى من أهل نجد أربه لم يهج نشر الخزامى طربه عللوا الصب بأنفاس الصبا إنها تشفي النفوس الوصبه فهي إن مرت عليه نشرت ما انطوى عنه وجلت كربه كلفي فيكم قديم عهده ما صباباتي بكم مكتسبه أين ورق الجزع من لي أن أرى عجمه إن لم أشاهد عربه ومنها‏:‏ عن جفوني النوم من بعده وإلى جسمي الضنا من قربه وصلوا الطيف إذا لم تصلوا مستهامًا قد قطعتم سببه وهي أطول من هذا‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي المحدث أبو الرضا أحمد بن طارق الكركي في ذي الحجة ببغداد‏.‏

وعبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد المالكي الصابوني الخفاف‏.‏

وأبو الغنائم محمد بن علي بن فارس ‏"‏ المعروف ب ‏"‏ ابن المعلم الواسطي شاعر العراق عن إحدى وتسعين سنة‏.‏

والوزير مؤيد الدين محمد بن علي بن القضاب‏.‏

والعلامة مجير الدين محمود بن المبارك البغدادي الشافعي عن خمس وسبعين سنة‏.‏

ويوسف بن معالي الكتاني المقرئ بدمشق‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وست وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة‏.‏

فيها قدم حسام الدين أبو الهيجاء السمين بغداد وخرج الموكب للقائه ودخل أبو الهيجاء في زي عظيم ورتب الأطلاب على ترتيب أهل الشام وكان في خدمته عدة من الأمراء وأول ما تقدم من الأمراء طلب ابن أخيه المعروف بكور الغرس ثم أمير أمير وجاء هو بعد الكل في العدة الكاملة والسلاح التام وخرج أيضًا أهل بغداد للقائه وكان رأسه صغيرًا وبطنه كبيرًا جدًا بحيث كان بطنه على رقبة البغلة فرآه رجل كواز فعمل في الساعة كوزًا من طين على هيئته وسبقه فعلقه في السوق فلما اجتاز به ضحك‏.‏

ثم عمل بعد ذلك أهل بغداد كيزانًا سموها‏:‏ أبا الهيجاء‏.‏

وأكرمه الخليفة وأقام له بالضيافات‏.‏

قلت‏:‏ أبو الهيجاء هذا هو الذي عزله الملك العزيز هذا عن نيابة القدس بجرديك في أوائل أمره‏.‏

حسب ما تقدم ذكره في ترجمة العزيز‏.‏

وفيها توفي الأمير طغتكين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين بن أيوب ولقبه سيف الإسلام‏.‏

كان والي اليمن ملكها من زبيد إلى حضرموت وكان شجاعًا مقدامًا شهمًا‏.‏

وتوفي بزبيد‏.‏

وولي اليمن بعده ولده شمس الملوك إسماعيل وادعى الخلافة‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن منصور بن عمران الشيخ أبو بكر الباقلاني‏.‏

ومولده في سنة خمسمائة‏.‏

وانفرد بالرواية في القراءات العشر وكان حسن التلاوة‏.‏

وقدم بغداد ومات بواسط في سلخ شهر ربيع الآخر‏.‏

وفيها توفي عبيد الله بن يونس بن أحمد الوزير جلال الدين أبو المظفر الحنبلي ولي حجابة الديوان ثم استوزره الخليفة وكان إمامًا عالمًا في الأصلين أخرب بيت الشيخ عبد القادر الجيلاني وشتت أولاده ويقال‏:‏ إنه بعث في الليل من نبش على الشيخ عبد القادر ورمى بعظامه في اللجة وقال‏:‏ هذا وقف ما يحل أن يدفن فيه أحد‏.‏

قلت‏:‏ وما فعله هو بعظام الشيخ أقبح من أن يدفن بعض المسلمين في بعض أوقاف المسلمين وما ذاك إلا الحسد داخله من الشيخ عبد القادر وعظم شهرته حتى وقع منه ما وقع ولهذا كان موته على أقبح وجه بعد أن قاسى خطوبًا ومحنًا وحبس سنين حتى أخرج من الحبس ميتًا وهذا ما وقع له في الدنيا وأما الأخرى فأمره إلى الله تعالى‏.‏

وبالجملة فإنه كان من مساوئ الدهر‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي سيف الإسلام طغتكين بن أيوب بن شادي صاحب اليمن في شوال وولى بعده ابنه إسماعيل‏.‏

ومقرئ العراق أبو عبد الله بن منصور الربعي الباقلاني بواسط في شهر ربيع الأول عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏

والوزير جلال الدين عبيد الله بن يونس مات في المطمورة‏.‏

وعذراء بنت شاهنشاه بن أيوب ودفنت بالعذراوية‏.‏

وقاضي القضاة أبو طالب علي بن علي بن أبي البركات البخاري الشافعي ببغداد‏.‏

وأبو المعمر محمد بن حيمرة بن عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي الرافضي‏.‏

وأبو الفتح الأصبهاني ناصر الدين بن محمد الوترح في ذي الحجة‏.‏

وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الخباز في ذي أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وخمس وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة السادسة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة أربع وتسعين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي الأمير جرديك بن عبد الله النوري‏.‏

كان من أكابر أمراء الملك العادل نور الدين محمود الشهيد ثم خدم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في جميع غزواته وحروبه من يوم قتل شاور بمصر وابن الخشاب بحلب‏.‏

وكان أميرًا شجاعًا مهيبًا جوادًا ولاه صلاح الدين نيابة القدس إلى أن أخذها منه الأفضل‏.‏

وفيها توفي زنكي بن مودود بن زنكي بن آق سنقر عماد الدين صاحب سنجار وابن أخي نور الدين الشهيد‏.‏

كان عاقلًا جوادًا لم يزل مع السلطان صلاح الدين وكان السلطان صلاح الدين يحترمه مثل ما كان يحترم نور الدين ويعطيه الأموال والهدايا وكانت وفاته بسنجار‏.‏

ولما احتضر أوصى إلى أكبر أولاده قطب الدين محمد ولقب وفيها توفي قيماز بن عبد الله مجاهد الدين الخادم الرومي الحاكم على الموصل وهو الذي بنى الجامع المجاهدي والمدرسة والرباط والبيمارستان بظاهر الموصل على دجلة ووقف عليها الأوقاف‏.‏

وكان عليه رواتب بحيث إنه لم يدع بالموصل بيت فقير إلا أغنى أهله وكان دينًا صالحًا عابدًا عادلًا كريمًا يتصدق كل يوم خارجًا عن الرواتب بمائة دينار‏.‏

ولما مات عز الدين مسعود وولي ابنه أرسلان شاه حبس قيماز هذا وضيق عليه وآذاه إلى أن مات في حبسه‏.‏

وفيها توفي يحيى بن سعيد بن هبة الله العلامة أبو طالب قوام الدين الشيباني المنشئ الكاتب الواسطي الأصل البغدادي المولد والدار والوفاة‏.‏

مولده في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة‏.‏

وشتغل بالأدب وبرع في الإنشاء وفنون من العلوم كالفقه وعلم الكلام والأصول والحساب والشعر وجالس أبا منصور بن الجواليقي وقرأ عليه وسمع أبا القاسم بن الصائغ وغيره وولي للخليفة عدة خدم‏:‏ حجبة الباب ثم الأستادارية ثم كتابة الإنشاء آخر عمره ومات في ذي الحجة‏.‏

ومن شعره - وأحسن فيما قال -‏:‏ باضطراب الزمان ترتفع الأن - - ذال فيه حتى يعم البلاء وكذا الماء ساكنًا فإذا حرك ثارت من قعره الأقذاء قلت‏:‏ وفي هذين البيتين شرح حال زماننا هذا لكثرة من ترقى فيه من الأوباش إلى الرتب السنية كل طائفة وقد أذكرني ذلك واقعة جرت في أول سلطنة الملك الأشرف إينال وهي أن بعض أوباش الخاصكية ممن ليس له ذات ولا أدوات وقف إلى السلطان وطلب منه إمرة عشرة وقال له‏:‏ يا مولانا السلطان إما أن تنعم علي بإمرة عشرة وإلا وسطني هنا وقيل‏:‏ إنه تمدد ونام بين يديه حتى أخذ إمرة عشرة وهو معروف لا يحتاج إلى تسميته‏.‏

ومن هذه المقولة شيء كثير ومع ذلك خرج الزمان وللدولة أعيان فلا قوة إلا بالله‏.‏

وفيها توفي أبو الهيجاء السمين الأمير حسام الدين الكردي المقدم ذكره في عدة أماكن وذكرنا أيضًا دخوله إلى بغداد وأنه صار من جملة أمراء الخليفة حتى سيره إلى همذان فلم يتم له أمر واختلف أصحابه عليه فاستحيا أن يعود إلى بغداد فسار إلى الشام ومرض بها ومات بعد أيام‏.‏

وكان أميرًا شجاعًا مقدامًا عارفًا متجملًا سيوسًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وإصبعان‏.‏

سلطنة الملك المنصور محمد على مصر اختلف المؤرخون فيمن ولي ملك مصر بعد موت الملك العزيز عثمان ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب‏.‏

فمن الناس من قال‏:‏ أخوه الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب ومنهم من قال‏:‏ ولده الملك المنصور محمد هذا‏.‏

والصواب المقالة الثانية فإنه كان ولاه والده العزيز من بعده وإليه أوصى العزيز بالملك وأيضًا مما يقوي المقالة الثانية أن المنصور كان تحت كنف والده العزيز بمصر وكان الأفضل بصرخد ولم يحضر إلى مصر حتى تم أمر المنصور وتسلطن بعد موت أبيه‏.‏

وبيان ذلك أيضًا يأتي فيما نذكره الآن في سياق ترجمة الملك المنصور فيعرف بهذا السياق من كان في هذه المدة السلطان بمصر إلى حين ملك الملك العادل أبو بكر بن أيوب فنقول‏:‏ لما مات الملك العزيز عثمان بديار مصر في العشرين من المحرم أوصى بالملك لأكبر أولاده وهو ناصر الدين محمد المذكور ونص عليه في الوصية وكان للعزيز عشرة أولاد ولم يذكر في الوصية عمه العادل وجعل وصيه الأمير أزكش مقدم الأسدية‏.‏

قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي في تاريخه‏:‏ ‏"‏ كان لابنه محمد عشر سنين وكان مقدم الصلاحية فخر الدين جهاركس وأسد الدين سرا سنقر وزين الدين قراجا فاتفقوا على ناصر الدين محمد وحلفوا له الأمراء وكان سيف الدين أزكش مقدم الأسدية غائبًا بأسوان فقدم وصوب رأيهم وما فعلوه إلا أنه قال‏:‏ هو صغير السن لا ينهض بأعباء الملك ولا بد من تدبير كبير يحسم المواد ويقيم الأمور والعادل مشغول في الشرق بماردين وما ثم أقرب من الأفضل نجعله أتابك العساكر فلم يمكن الصلاحية مخالفة الأسدية وقالوا‏:‏ افعلوا ففعلوا‏.‏

فكتب أزكش إلى الأفضل يستدعيه وهو بصرخد‏.‏

وكتبت الصلاحية إلى من بدمشق من أصحابهم يقولون‏:‏ قد اتفقت الأسدية على الأفضل وإن ملك الأفضل الديار المصرية حكموا علينا فامنعوا الأفضل من المجيء فركب عسكر دمشق ليمنعوه ففاتهم وكان الأفضل قد التقى النجاب المتوجه إلى دمشق ثانيًا من قبل الصلاحية وعلى يده الكتب التي تتضمن ما ذكرناه من منع الأفضل من المجيء إلى الديار المصرية فأخذ الأفضل النجاب وعاد به إلى مصر ولما وصل الأفضل إلى مصر التقاه الأسدية والصلاحية ورأى جهاركس النخاب الذي أرسله فقال له‏:‏ ما أسرع ما عدت‏!‏ فأخبره الخبر فساق هو وقراجا بمن معهما من وقتهما إلى القدس وتحضنا به‏.‏

فلما وقع ذلك أشارت الأسدية على الأفضل بقصد دمشق وأن العادل مشغول بماردين‏.‏

فكتب الأفضل إلى أخيه الملك الظاهر غازي صاحب حلب يستنجده فأجابه وقال‏:‏ اقدم حتى أساعدك‏.‏

فسار الأفضل بالعساكر المصرية إلى الشام واستناب بمصر سيف الدين أزكش ووصل الأفضل إلى دمشق في شعبان من السنة فأحدق بها‏.‏

وبلغ هذا الخير الملك العادل وهو على ماردين وقد أقام عليها عشرة أشهر ولم يبق إلا تسليمها وصعدت أعلامه على القلعة فلما سمعوا بوفاة العزيز توقفوا عن تسليمها فرحل الملك العادل أبو بكر عنها وترك على حصارها ولده الكامل محمدًا الآتي ذكره في سلاطين مصر - إن شاء الله تعالى - وسار العادل إلى نحو الشام فوصلها ومعه جماعة من الأمراء وكان الأفضل نازلًا في الميدان الأخضر فأشار عليه جماعة من الأمراء أن يتأخر إلى مشهد القدم حتى يصل الظاهر وصاحب حمص والأمراء‏.‏

ودخل العادل ومن معه إلى دمشق وجاء الظاهر بعسكر حلب وجاء عسكر حماة وحمص وبشارة من بانياس وعسكر الحصون وسعد الدين مسعود صاحب صفد وضايقوا دمشق وبها العادل وكسروا باب السلامة وجاء آخرون إلى باب الفراديس وكان العادل في القلعة وقد استأمن إليه جماعة من المصريين مثل ابن كهدان ومثقال الخادم وغيرهما‏.‏

فلما بلغه أن ابن الحنبلي وأخاه شهاب الدين وأصحابهما قد كسروا باب الفراديس ركب من وقته وخرج إليهم وجاء إلى جيرون والمجد أخو الفقيه عيسى قائم على فرسه يشرب الفقاع ثم صاح العادل‏:‏ يا فعلة يا صنعة إلى ها هنا‏!‏ فلما سمعوا كلامه انهزموا وخرجوا فأغلق العادل باب السلامة وجاء إلى باب الفراديس فوجدهم قد كسروا الأقفال بالمرزبات فقال‏:‏ من فعل هذا‏.‏

قالوا‏:‏ الحنابلة فسكت ولم يقل شيئًا‏.‏

وقال أبو المظفر‏:‏ وحكى لي المعظم عيسى - رحمه الله - قال‏:‏ لما رجعنا من باب الفراديس ووصلنا إلى باب مدرسة الحنابلة رمي على رأس أبي يعني العادل حب الزيت فأخطأه فوقع في رقبة الفرس فوقع ميتًا فنزل أبي وركب غيره ولم ينطق بكلمة وجاء جهاركس وقراجا في الفيل من جبل سنير فدخلا دمشق‏.‏

وأما المواصلة فساقوا على الكامل محمد فرحلوه عن ماردين فجاء أيضًا يقصد دمشق وجمع التركمان وغيرهم‏.‏

وأما أمر دمشق فإنه لما اشتد الحصار عليها وقطعوا أشجارها ومياهها الداخلة إليها انقطعت عن أهلها الميرة وضجوا فبعث العادل إلى ابن أخيه الظاهر غازي صاحب حلب يقول له‏:‏ أنا أسلم إليك دمشق على أن تكون أنت السلطان وتكون دمشق لك لا للأفضل‏.‏

فطمع الظاهر وأرسل إلى الأفضل يقول‏:‏ أنت صاحب مصر فآثرني بدمشق فقال الأفضل‏:‏ دمشق لي من أبي وإنما أخذت مني غصبًا فلا أعطيها لأحد فوقع الخلف بينهما ووقع التباعد وخرجت السنة على هذا‏.‏

ثم دخلت السنة السادسة والتسعون والحصار على دمشق‏.‏

وكان أتابك أرسلان شاه صاحب الموصل قد دخل الكامل من ماردين كما تقدم ذكره‏.‏

فقدم الكامل دمشق ومعه خلق كثير من التركمان وعسكر حران والرها فتأخر الأفضل بالعساكر إلى عقبة الشحورة في سابع عشر صفر‏.‏

ووصل الكامل في تاسع عشره فنزل بجوسق أبيه على الشرف ثم رحل الأفضل إلى مرج الصفر ورحل الظاهر إلى حلب وأحرقوا ما عجزوا عن حمله‏.‏

وسار الأفضل إلى مصر‏.‏

وأحضر العادل بني الحنبلي‏:‏ الناصح وأخاه شهاب الدين وغيرهما وكان الأفضل قد وعد الناصح بقضاء دمشق والشهاب بالحسبة فقال لهم العادل‏:‏ ما الذي دعاكم إلى كسر باب الفراديس ومظاهرة أعدائي علي وسفك دمي فقال له الناصح‏:‏ أخطأنا ثم إلا عفو السلطان‏.‏

- ثم ساق أبو المظفر كلامًا طويلًا محصوله العفو عن الحنابلة إلى أن قال -‏:‏ وأما الأفضل فإنه سار إلى مصر فأرسل العادل وراءه أبا محمد نجيب الدين إليه بالزبداني يقول له‏:‏ ترفق فأنا لك مثل الوالد وعندي كل ما تريد‏.‏

فقال الأفضل‏:‏ قل له‏:‏ إن صحت مقاتلك فأبعد عنك أعدائي الصلاحية‏.‏

وبلغ ذلك الصلاحية فقالوا للعادل‏:‏ إيش قعودنا هنا‏.‏

قم بنا وساروا خلف الأفضل مرحلة مرحلة فنزل الأفضل بلبيس ونزل العادل السائح فرجع الأفضل وضرب معهم المصاف وتقاتلوا فانكسر الأفضل وتفرق عنه أصحابه ورحل إلى القاهرة وأغلق أبوابها‏.‏

وجاء العادل فنزل البركة ودخل سيف الدين أزكش بين العادل والأفضل واتفقوا أن يعطيه العادل ميافارقين وجبل جور وديار بكر ويأخذ منه مصر فاتفق الأمر على ذلك‏.‏

ورحل الأفضل من مصر في شهر ربيع الآخر ودخل العادل إلى القاهرة وأحسن إلى أزكش وقال للأفضل‏:‏ جميع من كان معك كاتبني إلا سيف الدين أركش‏.‏

ثم قدم العادل أزكش المذكور وحكمه في البلاد ورد القضاء إلى صدر الدين عبد الملك بن درباس الكردي وولى شيخ الشيوخ ابن حمويه التدريس بالشافعي ومشهد الحسين والنظر في خانقاه الصوفية وجلس الوزير صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر في دار السلطنة في حجرة القاضي الفاضل ونظر في الدواوين‏.‏

وسار الأفضل إلى ميافارقين‏.‏

واستدعى العادل ولده الكامل إلى مصر فخرج من دمشق في ثالث عشرين شعبان وودعه أخوه الملك المعظم عيسى إلى رأس الماء‏.‏

قال العماد الكاتب‏:‏ وسرت معه إلى مصر وأنشدته‏:‏ دعتك مصر إلى سلطانها فأجب دعاءها فهو حق غير مكذوب قد كان يهضمني دهري فأدركني محمد بن أبي بكر بن أيوب ووصل الكامل إلى مصر في عاشر شهر رمضان والتقاه أبوه العادل من العباسة وأنزله في دار الوزارة‏.‏

وكان قد زوجه بنت أخيه صلاح الدين فدخل بها‏.‏

ولم يقطع العادل الخطبة لولد العزيز‏.‏

قلت‏:‏ وهذا مما يدل أيضًا على أن الأفضل كان عند الملك المنصور محمد بن العزيز عثمان بمنزلة الأتابك‏.‏

والظاهر أنه كان ظن الأفضل إذا تم أمره مع عمه العادل هذا استقل بالملك فلم يقع له ذلك ولهذا لم نذكره في ملوك مصر وما ذكرناه هنا إلا في ضمن ترجمة المنصور صاحب قال‏:‏ ثم إنه جمع الفقهاء يعني الملك العادل وقال لهم‏:‏ هل يجوز ولاية الصغير على الكبير فقالوا‏:‏ الصغير مولى عليه‏.‏

قال‏:‏ فهل يجوز للكبير أن ينوب عن الصغير قالوا‏:‏ لا لأن الولاية من الأصل إذا كانت غير صحيحة فكيف تصح النيابة‏!‏ فعند ذلك قطع خطبة ابن العزيز يعني عن المنصور صاحب الترجمة وخطب لنفسه ولولده الكامل من بعده‏.‏

ونقص النيل في هذه السنة ولم يبلغ ثلاث عشرة ذراعًا‏.‏

ووقع الغلاء بديار مصر ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ وعلى هذا يكون أول سلطنة العادل على مصر في يوم خطب له بمصر وهو يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة ست وتسعين وخمسمائة‏.‏

قال ابن المستوفي في تاريخ إربل‏:‏ فتكون أول سلطنة الملك العادل من هذا اليوم ولا عبرة باستيلائه على مصر قبل ذلك‏.‏

وعلى هذا أيضًا تكون مدة الملك المنصور محمد صاحب الترجمة على سلطنة مصر سنة واحدة وتسعة أشهر سواء فإن والده العزيز عثمان مات في عشرين المحرم من سنة خمس وتسعين وخمسمائة فتسلطن من يوم موت أبيه وخلع في العشرين من شوال سنة ست وتسعين وخمسمائة‏.‏

انتهى‏.‏

ولم أقف على وفاته الآن‏.‏